ساحة الشهداء

الإجتياح الإسرائيلي

 

لقد كان صيف 1981 ساخنا على الساحة اللبنانية، فقد شهدت المنطقة كثافة للعمليات ضد المستوطنات الإسرائيلية في الشمال وهو مادفع إسرائيل إلى زيادة الغارات على الجنوب اللبناني.

.ومع بداية عام 1982 كانت إسرائيل تلتمس الذريعة المناسبة للقيام بحرب شاملة على لبنان. 

في 3 حزيران 1982 تم إطلاق النار على السفير الإسرائيلي لدى بريطانيا ” شلومو أجروف في وسط لندن من قبل مهاجمون من منظمة التحرير الفلسطينية و بهذا إتخذت إسرائيل مبررا” لبدأ الحرب و لإجتياح لبنان. 

في 5 و6 حزيران بدأ فعلا” الإجتياح الإسرائيلي في عملية أطلق عليها اسم ” سلامة الجليل “، فاجتاحت اسرائيل يومها ثلث الاراضي اللبنانية. 

كان الهجوم على مدينة صيدا من محورين:

1- بحري : تم انزال بحري واسع النطاق في منطقة جسر الاولي شمالي صيدا ليلة 7 حزيران، وانتشرت في المرتفعات الشرقية المطلة على المدينة حتى المدينة الصناعية جنوباً.

2- الانزال الجوي: حيث انزلت قواتها شرقي صيدا وجنوبها عند تلال الزهراني، وقامت بتقدم بري من   جزين وصربا
وهكذا بدأ يوم الارهاب العالمي المتمثل باسرائيل بقصف بري وجوي وبحري عشوائي كثيف طاول مدينة صيدا، فدمر المنازل والمدارس، وقتل الابرياء ، وروّع السكان، وعطلت مرافىء الدولة، ودمرت البنى التحتية في المدينة.

وبعد سيطرتها على أحياء صيدا أخذت القوات الإسرائيلية تمارس الإرهاب بقصد إذلال الشعب وتطبيعه، فكانت تدعو السكان بواسطة مكبرات الصوت إلى التجمع في الساحات العامة وساحل البحر، وتفرض عليهم الوقوف لساعات الطويلة تحت الشمس، لا فرق عندها بين صغير أو رجل أو مسن، ولا بين طفل أو ولد أو امرأة , . وكانت تداهم البيوت بوحشية، غير ملتفتة إلى ما كانت تسببه من ترويع للأطفال والنساء وخروج على الحرمات والمقدسات والقوانين الدولية وحقوق الإنسان. وكانت تعتقل العشرات في كل يوم وليلة من الرجال والشبان المراهقين وتزج بهم في معتقل أنصار و معتقلات إخرى.

ومن الإجراءات التعسفية التي كانت تمارسها القوات الإسرائيلية أيضاً:

أ ـ إطلاق النار عشوائياً في شوارع صيدا الرئيسة بقصد الإرهاب وإحداث الذعر وإقفال المحلات وشل الحركة التجارية.

ب ـ إقامة الحواجز في المدينة وعلى مداخلها لعرقلة تحركات المواطنين وإذلالهم.

جـــ ـ منع تنقل المواطنين في صيدا إلى العاصمة وبقية المناطق اللبنانية وذلك بإقفال المعابر المؤدية إليها.

د ـ إرغام بعض التجار على استيراد البضائع والمنتجات الزراعية من إسرائيل بقصد ضرب الاقتصاد الوطني.

هـ ـ استعمال مختلف أساليب التعذيب والتنكيل التي جاوزت الأحكام الدولية بفظاعتها.

و ـ السعي الحثيث لإثارة الفتن الطائفية والمذهبية بين المواطنين بشتى الوسائل والأساليب، وافتعال الحوادث لإضرام نارها.

ز ـ العبث بالمقدسات بإدخال الكلاب إلى ساحات المساجد.

 

ومع ذلك، فإن الشعب الصيداوي المناضل، والمؤمن بالله، والمتمسك بوطنه، لم ييأس ولم يكل بل واجه إجراءات العدو التعسفية كلها بصمود مكين، وصبر جميل، ومقاومة عنيدة، وموقف موحَّد وجريء من فعاليات المدينة وقادتها الروحيين والسياسيين , فقد إستحقت صيدا لقب عاصمة المقاومة.

و من أعنف المجازر التي قام بها الإحتلال الغاشم  في يوم لا يمحى من الذاكرة,  القصف الجوي الذى إرتكبه سلاح الجوي الإسرائيلي على بناية جاد في صيدا ، فقد  كانت الأرض تهتز اهتزازا” , واختلطت  أصوات القذائف و دويّ الإنفجارات مع استغاثات اللأطفال و صراخ النساء و المسنين و رائحة الدم. 

اصبحت شوارع المدينة مغطاة بأجساد الضحايا الذين قضوا  غدرا”  وبلغ عدد الشهداء 125 ، وقد دمر المبنى بالكامل في تلك الليلة قصفت  تكميلية القناية أيضا” حيث  بلغ عدد الشهداء 245 و ملجأ سهل الصباغ حيث  بلغ عدد الشهداء 20.

 ولا ننسى أيضاً:

المستشفى الحكومي، والبركسات حيث  بلغ عدد الشهداء 345 حيث اختلط الدم الفلسطيني بالدم اللبناني 
وكذلك سقط شهداء في الشوارع ووسط المدينة، ومدرسة الثانوية، ومدرسة الاميركان، والجامع العمري الكبير، ومبانٍ في حارة الكنان، وبلدية صيدا، وبناية النقيب والمحلات والمقاهي المجاورة لدار السلام في الشرحبيل.

.معظم الذين استشهدوا كانوا من المدنيين العزّل غير الضالعين في اعمال قتالية.

.وقد تمّ دفن مئات الشهداء في مساحة من الارض تبلغ 1840 مترا مربعا في منطقة الدكرمان ، تم تسميتها بساحة الشهداء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *